الأحد، 13 مارس 2011

الشعب الأبي، أم الشعب الأمي؟

لنكن صريحين.. ما يحدث في عمان اليوم ليس بالأمر الهين، سواء أكانت تقترفه أيد خارجية أم هو نتيجة عفوية لتأثير الدومينو (أو فلنقل التقليد؟) وما أبرعنا نحن العمانيون عندما يتعلق الأمر بالتقليد!

يوما بعد يوم يزداد الوضع تعقيدا وتزداد المطالب سخافة، كنا نتأمل لو تم احتواء الوضع منذ البداية حتى لا يستفحل الأمر كما هو حاصل اليوم. ولو أتيح لي المجال لإلقاء اللوم فسألقيه على الحكومة لأسباب تطول، أبرزها وأهمها أن الحكومة دللت الشعب وعودته على الاتكالية وعدم الاعتماد على النفس وعدم السعي في طلب الرزق. الوضع غريب جدا في البلاد، لم نتصور أبدا أن تصلنا تلك العدوى، حيث أننا دائما ما نطالع القنوات الإخبارية عن بعد ونحمد الله أن اسم عمان لا يتم ذكره في نشرات الأخبار ولطالما خيّل إلينا أننا بمنأى عن كل ذلك مهما اتسعت رقعة "الثورات العربية".

إن مختلف البلدان العربية التي شهدت المظاهرات الحاشدة كان هدفها واضحا وصريحا: “الشعب يريد.. والشعب يريد..” وهي شعوب لو تتبعنا وضعها وأحوالها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية عبر التاريخ الحديث لوجدنا أنها رزحت تحت وطأة طغاة مارسوا أبشع أنواع الدكتاتورية رغم أن كل شيء بدا طبيعيا في سابق الأيام وقبل أن تنهش النيران جسد الرجل التونسي الفقير. وكان لتلك الشعوب ما أرادت ولسبب بسيط للغاية: هو أن تلك الشعوب تعرف ماذا تريد ووحدت كلمتها ووضعت نصب أعينها هدفا لم تحد عنه ألا وهو إسقاط تلك الأنظمة.

لكن في المقابل برزت "الثورة الهادئة" في عمان كما تحب وسائل الإعلام الأجنبية أن تسميها، شرارة بسيطة أشعلها بعض الباحثين عن العمل في صحار سرعان ما انتشرت لتسيء إلى الاقتصاد وإلى الروابط الاجتماعية وإلى هيبة الحكومة والأمن وإلى نفسية السلطان نفسه حسب ما يتناقله الكثيرون. الأهم من ذلك كله أنها أساءت إلى سمعة عمان والعمانيين، سمعة عمان أرض الأمن والاستقرار والطمأنينة، وسمعة العمانيين ذوي الأخلاق السامية والمعروفين بالهدوء وطاعة ولي الأمر. قد يبادرني البعض برد مفاده أن لا أحد قد تجرأ على ذات السلطان وأن كافة المظاهرات والاعتصامات تهتف بحياة السلطان، ولكن قد لا تكون تلك هي نفس الصورة التي يعكسها الإعلام الخارجي عنا.

كثرت التظاهرات والاعتصامات وتعددت المطالب، لكن أبرز ما يمكن أن يتم استخلاصه هنا هو نقطتين: أولاهما أن الشعب "لا يعرف ماذا يريد"، والنقطة الثانية هي أن العمانيين لم يكونوا يعرفون حقوقهم في ما يتعلق بإبداء الرأي، والتي لم تتجشم الحكومة عناء شرحها لهم ربما إدراكا منها بالعواقب التي قد تنتج عن ذلك وهو ما يحصل حاليا. والمضحك أنه عندما عرف العمانيون أن لهم الحق في التعبير عن الرأي وإبداء المطالب قامت مجموعة منهم بتجاوز الحد سواء على مستوى المطالب أو على مستوى التعدي على الممتلكات. والأكثر إضحاكا من ذلك كله أن نتبين أن مجموعة من العمانيين لم يذاكروا النظام الأساسي للدولة جيدا والذي ينص على حقهم في إبداء الرأي، وهم اليوم يطالبون بتغيير الدستور.

هنالك الكثير من الأمور التي تسترعي الانتباه نحوها ربما من أبرزها دخول الإعلام الجديد بقوة لتكون له الكلمة العليا وليكون مصدر الأخبار (والإشاعات) الأول حتى بالنسبة للقنوات الإخبارية العالمية من أمثال الجزيرة والعربية والبي بي سي والحرة وغيرها. بينما برزت الرسائل النصية المجهولة المصدر كلاعب رئيسي في خضم هذه الأحداث، والتي اختلف الجميع على هوية مصدرها، حيث قال البعض بأن مصدرها الحكومة (أو الأجهزة الأمنية لنكون أكثر دقة) من أجل احتواء الأزمة في مراحل مبكرة وتعزيز اللحمة الوطنية والتفاف الشعب حول القيادة عن طريق الإشارة إلى ضلوع جهات خارجية في هذه الأحداث. بينما قالت مجموعة أخرى بأن مصدر هذه الرسائل جهات خارجية تحاول خلق البلبلة داخل النسيج العماني المتوحد عن طريق التفرقة بين "الفئة المخربة" والعمانيين "أصحاب الولاء للسلطان" وذلك عن طريق الدعوة للخروج في مظاهرات مؤيدة للسلطان تارة (ومن قال أن أحدا كان ضد السلطان؟)، وتوجيه الدعوة لسكان المناطق لأن يثوروا، وكان آخرها حسب ما أشيع دعوة أهالي المنطقة الداخلية للثورة "لأن دورهم قد حان".

تراودني أحيانا فرضية مجنونة لن أتردد في طرحها هنا، ماذا لو كانت كل هذه الأحداث التي شهدها الوطن العربي طوال الأسابيع الماضية مخططا لها مسبقا؟ ماذا لو تدخلت تلك الأيادي الخارجية لتجعل من البوعزيزي الفقير اليائس من الحياة يشعل نفسه ومن ثم تبدأ هي بدورها بإضرام النار في مختلف البلدان العربية؟ ألا يمكن أن تكون تلك الجهات قد قامت بتهييج الشارع العربي بنفس الطريقة التي نعيشها حاليا (الرسائل النصية المجهولة الموجهة) وبذلك أطاحت بأنظمة بأكملها؟ هي فرضية قد تكون صحيحة لو تتبعنا جيدا الوسط الرئيسي المشترك الذي قامت عليه هذه الثورات.. الشبكات الاجتماعية التي لا يوجد هنالك حاجز بينها وبين الناس لأنها أساسا من الناس وإليهم.

نقطة أخيرة أود تنبيه العقلاء إليها جيدا، وهي التصرفات غير المنطقية من قبل الكثير من مرتادي المنتديات الذين لا يخدمون الأهداف النبيلة التي قد أوجدتها حالة الحراك الاجتماعي في البلاد. فتجدهم يسيئون إلى بعض المطالب السامية تارة بمحاولة استغلال هذا الحراك للترويج لأفكار مستوردة لا تمت للمجتمع العماني بأي صلة ولا تعبر عن مطالبهم بتاتا، وتارة بتنصيب أنفسهم رؤساء للحكومة يطالبون فيها بتغيير من يشاؤون من المسؤولين دون إبداء أسباب منطقية، وأخرى بالتطاول على المسؤولين وعدم القدرة على التفريق بين الشخص لشخصه وبين الشخص لمنصبه. إن النقد البناء يجد طريقه دائما إلى مسامع الحكومة، ولكن السب والتجريح وتلفيق الأكاذيب لا تعود على صاحبها إلا بالسيئات.

رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله.

الأربعاء، 1 سبتمبر 2010

أهلاً أدرينالين





كان يا ما كان، في حديث العصر والأوان، حكاية في إعلان..عن شجرة سقطت على شارع مزدحم بالسيارات والبشر فأغلقته، فوقف الجميع في حيرة وإنتظار لحل سحري يزيح الشجرة. ولم يتحرك أحد من مكانه لأن الشجرة كانت أكبر من أن يزحزحها أحد. بدأ المطر يتساقط رويداً رويداً، والجميع متسمرون في أماكنهم في وضع يمزج بين الاستسلام والحيرة. ولكن طفلا أنزل حقيبته المدرسية وخرج من الحافلة، ومضى يدفع الشجرة ليحركها. سخر الجميع في أول المشهد، ولكن حين أخذ الطفل يدفع بشكل أقوى تقافز زملائه الأطفال دفعا للشجرة. بعد ذلك نزل أحد الشباب من سيارته وأخذ يدفع الشجرة معهم، فتبعه مجوعة كبيرة من الشباب ليساعدوه، خجل المتخاذلون من أنفسهم وانضموا ليدفعوا الشجرة. حين وضع الجميع أيديهم حركوها حتى أزاحوها عن الطريق وعادت المسيرة مرة أخرى.

إننا نعمل ونتعامل مع قطاع الإعلانات والعلامات التجارية والاتصال، تغمرنا النشوة حين نرى تطورا ولو كان بسيطا في هذه المجالات، ويسيطر علينا الإحباط حين نرى تراجعا وانحرافا على مقتضيات الجودة والتطوير. ولكننا لم نفكر أبدا في أن نتبادل نظرات الحيرة والاستسلام مع الآخرين، بل عقدنا العزم على أن نضخ الأدرينالين لأنه الهرمون الذي يفرزه الجسم للتنبيه والتحفيز، وهو بالضبط ما يحتاجه قطاع الإعلان والعلامات التجارية والاتصال من حولنا.



فكرة إنشاء أدرينالين بالصورة التي ترونها الآن كان الهدف منها تسليط الضوء على هذه القطاعات المهمة في العملية التسويقية، إن الغرض من هذه المساحة هي تجاذب الخبرات، وطرح الأفكار على طاولة النقاش، مع كثير من الحماس والتفاعل، بعيدا جدا عن الغوغائية والأجندة المبطنة، والإستهداف السلبي.

إننا نؤمن أن محصلة هذه النقاشات ستؤدي إلى النهوض بمستوى قطاع الإعلان والعلامات التجارية والاتصال على المدى الطويل. نأمل أن تكون أدرينالين هي العين التي تراقب ما يدور حولنا من تطورات، والعقل الذي يحلل بشكل منطقي ومحايد، وقرون الاستشعار التي تتحسس الأخبار وخفايا المواضيع، والأذن التي تستمع إلى الجميع بعقلانية.

يبقى التحدي القائم في كيفية تقديم المحتوى الذي يليق بمستوانا كمختصين، وبمستوى القراء الذين سيتابعوننا بشغف. سنعمل جاهدين على تسخير تقنيات كتابة الإنترنت الفعالة، كما سنتواصل معكم عبر أكثر من قناة سواء بتقنية البودكاست تحت (أدرينالين دوز، أي جرعة الأدرينالين) أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي من خلال صفحاتنا في فيس بوك وتويتر، كل ذلك إلى جانب الكتابة ضمن تصنيفات مختلفة كالأخبار والتحليلات ومقابلة الشخصيات البارزة في هذا القطاع والمقالات. كما قد قمنا بتخصيص تصنيف مستقل تحت مسمى (أد-بوليس، أي شرطة الإعلانات) والذي ستكون مهمته تحرير المخالفات على بعض الإعلانات غير المقبولة.

تأسست أدرينالين على أيدي شباب من السلطنة مختصين في الإعلان والعلامات التجارية والإعلام الرقمي والتقليدي، مع إلمامهم بما يدور في هذا القطاع والقطاعات الأخرى المتعلقة به. هؤلاء الشباب يتدفق الادرينالين في عروقهم للارتقاء بهذا القطاع إلى فضاءات أسمى، وكما يقول محمد – أحد العقول المدبرة لأدرينالين – أنه في حال أردنا ضم أفراد جدد إلى فريق أدرينالين، فإنه لا بد من أن نقوم بفحص دمائهم لقياس نسبة الأدرينالين فيها.

نتمنى لكم الفائدة الحقيقية، ونتمنى لأنفسنا التوفيق في هذا المشوار.

فريق أدرينالين: حشر – عبير – محمد – بدر

الثلاثاء، 8 يونيو 2010

الشعار الذي أعادنا 40 عاما إلى الوراء




براءة Disclaimer:

"هذه التدوينة ليست للأغبياء. وبمعنى آخر - وتسهيلا على الأغبياء حتى يتوقفوا عن القراءة عند هذا الحد - فإن هذه التدوينة لا تحمل أي أبعاد سياسية. هي فقط نظرة من زاوية تتعلق بالعلامات التجارية والتصميم".

أولا أعترف أن التدوينة جاءت متأخرة بعض الشيء نظرا لظروف الإعصار وكذلك لارتباطي بالمشاركة في فعالية خارج البلاد في الأيام الأربعة الماضية. كما أنني وطوال فترة إجازتي السنوية التي شارفت على الانتهاء لا أستخدم جهاز الكمبيوتر إلا في ما ندر.

إعلان

تعلن الأمانة العامة للجنة العليا للاحتفالات بالعيد الوطني عن طرح مسابقة لتصميم شعار العيد الوطني الأربعين المجيد 2010 حسب الشروط التالية والمواصفات التالية :

أن يرمز الشعار إلى ما تحقق من نماء شامل خلال ( 40 ) عاما .

أن يشمل الشعار عبارة ( العيد الوطني الأربعون المجيد ) والسنة الهجرية والميلادية .

كتابة الرقم ( 40 ) على الشعار .

أن تكون عناصر الشعار واضحة بحيث لا تتأثر عند التصغير والتكبير .

أن يقدم بشكل إبداعي مبسط .

يقدم الشعار مطبوعا على ورق مقوى حجم ( A4 ) وعلى القرص المدمج ( CD ) .

أن يرفق مع الشعار شرح موجز لفكرته .

يقدم الشعار بالألوان وبالأبيض والأسود .

يحق للمشارك الاشتراك بأكثر من تصميم .

تكون التصميمات المقدمة ملكا للجنة العليا للاحتفالات بالعيد الوطني ولا يحق المطالبة بها .

يلتزم صاحب التصميم الفائز بإجراء التعديلات المطلوبة على الشعار من قبل اللجنة العليا للاحتفالات بالعيد الوطني متى ما طلب منه ذلك .

يكتب اسم المشارك وعنوانه خلف التصميم ويقد في مظروف مختوم بالشمع الأحمر ويسلم بمبنى الأمانة العامة بالخوير .

آخر موعد لتلقي التصاميم 28/2/2010 م .

_______________________

جلالة السلطان يعتمد شعار العيد الوطني الأربعين المجيد

مسقط في اول من يونيو/العمانية/ تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم /حفظه الله ورعاه/ فاعتمد شعار العيد الوطني الاربعين المجيد والذي يجسد مسيرة النهضة المباركة للسلطنة التي قادها جلالته على مدى اربعين عاما منذ تولي جلالته مقاليد الحكم في البلاد .

وصرح سعادة الشيخ سباع بن حمدان السعدي امين عام اللجنة العليا للاحتفالات بالعيد الوطني بان شعار العيد الوطني الاربعين المجيد يأتي تعبيرا عن مدى أهمية مناسبة مرور أربعين عاما على تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم /أبقاه الله/ مقاليد الحكم في البلاد .

وقال سعادته في تصريح لوكالة الانباء العمانية بان الشعار الذي تفضل جلالته / حفظه الله ورعاه / باعتماده يرمز الى مسيرة السلام التي عاشتها عمان بقيادة جلالته ومكنت السلطنة من بناء تنمية شاملة في مختلف المجالات واكبت دول العالم في مجالات التقدم والرقي.

واوضح سعادة امين عام اللجنة العليا للاحتفالات بالعيد الوطني بان شعار العيد الوطني الاربعين المجيد تضمن اسم السلطنة وخارطتها وشعارها / السيفين والخنجر العماني / بالإضافة الى الرقم / 40 / الذي يدل على مسيرة عمر النهضة المباركة والحمام الذي يرمز الى السلام الى جانب بعض الألوان المعبرة عن الابتهاج بهذه المناسبة الغالية على كل مواطن عماني .

_________________________

يطل علينا هذا الشعار ليزيد من عقدة الأربعين التي تلازم المواطن الذي يتمنى أن يحل العام الأربعين كل همومه ويتوج أحلامه بأن تقوم الحكومة بإطعامه كل شيء بالملعقة.

عموما فإن ما سأقوم بطرحه أدناه هو رأي شخصي مبني على أساس من المعرفة المتواضعة والخبرة القليلة في مجال العلامات التجارية والتصميم.. والتفكير الحكومي هنا في السلطنة!

عندما قرأت إعلان مسابقة تصميم الشعار ارتسمت في مخيلتي صورتان، أولاهما أن الشعار سيكون فائق الجودة ومختلفا عن ما عهدناه وأنه سيعكس صورة عمان الجديدة. أما الصورة الثانية كانت ما تحقق على أرض الواقع الآن. ولكن هل تساءل أحدكم ما السبب وراء ذلك؟ هنالك ثلاثة نماذج حية عايشناها خلال السنتين الماضيتين: شعار كأس الخليج بمسقط، وشعار دورة الألعاب الآسيوية الشاطئية، وآخرها شعار العيد الوطني الأربعين. جميع هذه الشعارات تم تطويرها بطريقة واحدة: إعلان مسابقة في الجرائد بمواصفات معينة، ومن ثم اختيار الشعار والإعلان عنه في وسائل الإعلام.

لنتحدث عن هذه الطريقة بتفصيل أكثر: الخطأ الأول الذي ترتكبه الجهات الحكومية المختلفة هو الإعلان نفسه (أو ما يصطلح على تسميته في قطاع الإعلان - الملخص Brief). غالبا ما يجانب الحظ اللجان القائمة على تلك المشاريع أثناء كتابتها لمواصفات الشعار المراد تصميمه، فتراها تملؤه بعناصر ومتطلبات كثيرة تارة، أو تترك المتلقي حائرا لعدم دقة المتطلبات تارة أخرى. كل ذلك يعقد من مهمة تلك اللجان في فرز واختيار الشعارات المناسبة.

أما الخطأ الآخر فهو أن أعضاء تلك اللجان غالبا ما يفتقرون إلى المهارات التي تؤهلهم للحكم على الشعارات المستلمة، وأحيانا يتم تعيين لجنة من الفنانين التشكيليين لاختيار الشعار الفائز دون تواجد أي شخص مختص في مجال العلامات التجارية أو التسويق أو التصميم الجرافيكي. والسبب في الحاجة إلى وجود مثل ذلك الشخص هو أن الشعار الفائز سيكون علامة تجارية تستخدم في كل ما يتعلق بها من أدوات تسويقية. كما أن مدى قدرة الشعار على الارتباط بالمتلقي يعد عنصرا مهما في نجاحه، وهو أمر قد لا يفقهه معظم الفنانين التشكيليين (مع خالص احترامي وتقديري لهم).

أما الخطأ الأكبر فهو أن هذه المسابقات تجعل من تلك الجهة الحكومية في موقف ضعف والمشاركين في موقف قوة (عكس ما قد يخيل إليها)، حيث أن هنالك عوامل قد تؤثر على المسابقة مثل عزوف المصممين عن المشاركة في المسابقة كتدني قيمة الجائزة المادية للمسابقة أو نظرا للسمعة السائدة بين المصممين المحترفين عن المسابقات الحكومية ونتائجها المخيبة، الأمر الذي يجعل المشاركين في تلك المسابقات هم من فئة المصممين الهواة. كما أن عناد بعض المصممين وكبرياءهم يمنعهم من الرضوخ لبعض طلبات التعديل على الشعار الذي قاموا بتصميمه وذلك يعزى لعدة أسباب من بينها: أنهم يعتبرون الشعار الذي قاموا بتسليمه بمثابة طفلهم الصغير ولا يقبلون تدخل أي كان في تصميمه، أو أنهم يعتبرون الشخص الذي يطلب منهم تعديل الشعار أو دمجه مع فكرة شعار آخر: شخصا لا يفهم! كما ان هنالك نقطة يجب التطرق إليها، وهي شيء نلاحظه بعد الإعلان عن الشعار الفائز في مسابقة ما. حيث يقوم بعض الذين شاركوا في المسابقة ممن "لم يحالفهم الحظ" في الفوز بنشر تصاميمهم المشاركة عبر الإنترنت (لم أشأ نشرها هنا ولكنها موجودة في هذا الرابط) من أجل كسب تعاطف الناس معهم وربما التشويش على الرأي العام وتشويه سمعة الجهة المتبنية للمسابقة. وهو أمر يسيء إلى أكثر من جهة.


نماذج شعارات من بعض دول الجوار

لنتوقف قليلا عن حصر الأخطاء ولنتحدث عن النجاحات في مجال الشعارات الوطنية، وطبعا هذا لا ينطبق على السلطنة، بل هي أمثلة من دول الجوار. الطريقة التي تتبعها بعض دول الجوار هي كالتالي: تقوم الجهة الحكومية التي تتولى تنظيم ذلك الحدث أو المشروع بطرح إعلان منافسة بين شركات تطوير العلامات التجارية والإعلان من أجل تقديم مرئياتها حول كيفية تصميم شعار ذلك الحدث أو المشروع مع تفسير الأفكار خلف تلك التصاميم بصورة منطقية ومقنعة، كما تقوم تلك الوكالات كذلك بطرح نماذج حول كيفية تطبيق ذلك الشعار في استخدامات مختلفة. وقد ظهرت تلك الشعارات في الدول المجاورة بشكل يطغى عليه الجانب العاطفي، كما قد يصاحب ذلك الشعار شعارا لفظيا يزيد من ارتباطه بمشاعر المتلقي ويزكي روح الوطنية من خلاله.

شعارنا الذي أبسط ما يمكن أن نقوله عندما نراه: واو!

نعود إلى شعارنا المتألق، ولنلق أولا نظرة فنية سريعة عليه. الشعار كعادته دائري نمطي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والملاحظ في شعارات الأعياد الوطنية العمانية الأخيرة انها مستقاة من الشعار الأنجح آنذاك - شعار العيد الوطني الخامس عشر. المهم أن الشعار يحتوي على خارطة للسلطنة يعتليها شعار السلطنة وقد غاب كلاهما في الخلفية التي تحمل اللونين الأحمر والبرتقالي (الاحتفاليين؟). كما يحتوي الشعار على ست حمائم بيضاء، بالمناسبة هل تعرفون قصة الحمائم البيضاء؟ الرواية تقول أن مهندسي البرمجة في شركة أدوبي العالمية كانوا قد علموا منذ أكثر من 10 سنوات أن السلطنة ستحتفل في العام 2010 بالعيد الوطني الأربعين وستطرح مسابقة لتصميم شعار العيد الوطني، لذا فقد أرادوا أن يحظوا بشرف المساهمة في عناصر الشعار. فكان أن أضافوا إلى قائمة الأشكال الجاهزة في برنامج فوتوشوب شكل حمامة طائرة من اجل أن يستخدمه مصمم الشعار ليرمز به إلى السلام ست مرات.. نعم، ست مرات! غير أن المصمم أراد أن يضفي بصمته الخاصة ويسحب من شركة أدوبي العالمية بريقها وذلك عن طريق ضغط شكل الحمامة من الجانب لتصبح على ما هي عليه. (الصورة أدناه تبين شكل الحمامة في قائمة الأشكال الجاهزة في برنامج فوتوشوب، كما تبين شكل الحمامة قبل الضغط على اليمين وبعد الضغط على اليسار).

يا طيرة طيري طيري.. "سلمي لي" على سيدي

أما العناصر الأخرى في الشعار فهي عبارة (العيد الوطني الأربعون المجيد) التي تفتقر إلى الإنحناء الاحترافي في مثل هذه الشعارات، حيث أن المصمم استخدم اداة حني النص في برنامج فوتوشوب والتي لا تظهر الانحناءة بالشكل الصحيح. وكان من الأفضل للمصمم أن يتبع الطريقة الاحترافية في حني النص عن طريق الطباعة على المنحنى (قد يبدو الكلام معقدا ولكن المصممين يفهمون ما أعنيه هنا).

إذاً فقد ظهر الشعار الذي قد يلاحظ الجميع أن مواصفاته التي قام بشرحها أمين عام اللجنة العليا للاحتفالات بالعيد الوطني في خبر اعتماد الشعار تختلف كثيرا عن الشروط التي تم وضعها في إعلان مسابقة تصميم الشعار، ودائما ما يتكرر هذا الأمر في مثل هذه المسابقات. وصدقوني أيها العقلاء، نحن مضطرون إلى تقبل هذا الشعار كما اضطررنا إلى تقبل غيره من الشعارات في الماضي. إلا أنه ومن وجهة نظري الشخصية فإنه من غير اللائق أن يتم ربط شعار بهذه الرداءة في التصميم والفكرة باسم السلطان، كما انه لا يعبر بتاتا عن نهضة تبلغ من العمر أربعين عاما، بل على العكس من ذلك هو يعيدنا اربعين عاما إلى الوراء.

الأحد، 9 مايو 2010

حصريا: حملة المرأة العمانية 2010


من المنتظر أن تنطلق خلال يومين - أو ربما أقل - حملة (توعوية وغير ربحية) تحمل مسمى "المرأة العمانية 2010"، حيث يتم حاليا التجهيز لتدشين الموقع الإلكتروني للحملة www.omaniwomen.org والذي يمكن للزوار حاليا تسجيل عناوين بريدهم الالكتروني من أجل تلقي رسالة فور انطلاق الموقع.

كما تم فتح حساب للحملة في مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر، بالإضافة إلى مدونة تابعة للحملة باستضافة خدمة التدوين التابعة لجوجل.

شعار الحملة

ويظهر الشعار الخاص بالحملة بلونين فقط هما الأبيض والأخضر مع إمكانية تبادل الألوان. كما تم تصميم الشعار بالتركيز على عام 2010 مع استخدام أيقونة تجريدية تحتوي على عنصرين: الخنجر العماني المائل مع رأس امرأة بمنظر جانبي.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت الحملة رسمية (أي تابعة لإحدى الجهات الحكومية) أو أنها من تنظيم إحدى المؤسسات غير الربحية.

الأربعاء، 21 أبريل 2010

عندما تتحدث نور.. من منا سيستمع؟


في الأسبوع الماضي قام صديقي الإيطالي ماريزيو بدعوتي لحضور حفل تدشين حملة "لنحفظ طاقة عمان Save Energy Oman" الذي أقيم مساء أمس في منتجع شانجريلا بر الجصة. الموضوع بدا مثيرا للاهتمام بالنسبة إلي لأنها 1. حملة وطنية 2. تعتبر امتدادا لحملة العام الماضي التي برزت في مختلف الوسائط الإعلانية 3. وهي في هذا العام من تنفيذ الوكالة العالمية Navyblue التي افتتحت وحدتها في مسقط بعد حصولها على حساب صنع العلامة التجارية Branding لحديقة النباتات والأشجار العمانية منذ أكثر من عام.

أول ما تلمحه عين الزائر هو نظام الألوان الذي تم تطبيقه على مطبوعات الحملة من لوحات وكتيبات وأقراص سي دي وحتى الأثاث والإضاءة داخل القاعة نفسها، حيث تم استخدام ثلاثة ألوان رئيسية فقط: الأحمر والأسود والأبيض. كما كان الجو داخل القاعة كان يعكس مفهوم (حفظ الطاقة) حيث كان مظلما نوعا ما، مع استخدام الإضاءة الحمراء التي يتم إسقاطها من السقف، بالإضافة إلى الشموع التي تعتلي ألواح المرايا على طاولات الضيوف.

القاعة وقد طغت عليها ألوان الأحمر والأسود والأبيض

الفعالية شهدت حضور البروتوكول في بعض الاوقات، إلا أنها كسرت البروتوكول في أوقات عديدة، وقد يكون ذلك من الحسنات التي أتت بها وكالة Navyblue الحديثة العهد بالسلطنة والتي لم تتأثر بعد بالنمطية التي تطغى على كثير من الفعاليات والأحداث والحملات العمانية. فقد تمت دعوة الوزراء والوكلاء والرؤساء التنفيذيين لكبريات الشركات بالسلطنة كعمانتل والنورس وحيا للمياه والمشاريع التجارية العمانية ومايكروسوفت وغيرها لاعتلاء المنصة والتوقيع على سجل المساهمين في الحملة كأول من يسجل فيها، ويتجلى من تلك الخطوة شيئان مهمان: الأول أنها تري المواطنين العاديين أن المواطنين (غير العاديين) هم أول من سجل في هذه الحملة. أما الشيء الثاني فهو أن هؤلاء الأشخاص والشركات الذين كانوا أول من يسجل في الحملة هم أصلا أصحاب النفوذ والبنايات الكبرى وفواتير الكهرباء الأعلى، لذا فهم الأجدر بأن يكونوا أول من يسجل في الحملة أساسا.

راعي الحفل يوقع كأول المسجلين في الحملة

أما في ما يتعلق بالحملة نفسها فقد تم اختيار شخصية حيوان المها والذي تم إعطاؤه اسم (نور)، والسبب (أيها العمانيون) هو أن حيوان المها يطبق مبدأ حفظ الطاقة في حياته بشكل مثير للإعجاب. حيث يقوم حيوان المها في الصيف بتقليل معدل التفاعلات الأيضية في فصل الصيف من أجل الحفاظ على الطاقة التي يمتلكها جسمه، وأعتبر توظيف حيوان المها هنا (بناء على ذلك المبدأ) ناجحا على مستوى الحملات الوطنية بالسلطنة. وبالنسبة إلى العبارة الرئيسية التي ستطغى على كافة أدوات التواصل فهي (أنت تتحكم - Take Control)، وهي أيضا جديدة على صناعة الإعلان والحملات في السلطنة (أعني بعيدا عن حملات: نعم.. نعم.. نعم..).

كتيب الحملة تم إنتاجه بطريقة مميزة في المحتوى ونوع الورق والحجم

أما بالنسبة إلى الرسالة الأساسية التي ستحاول الحملة نشرها طوال هذا الصيف، فهي بكل بساطة: "أن تضبط جهاز التكييف على 23 درجة مئوية فقط". وطبقا للدراسات التي اعتمدت عليها الحملة فإن ضبط جهاز التكييف على تلك الدرجة يوفر قدرا كبيرا من الطاقة، وفي نفس الوقت فإنها لن تحرم الناس من الاستمتاع بالهواء البارد الذي يتدفق من بين فتحات جهاز التكييف. غير أنه من الواضح أن الحملة ستغطي بشكل ثانوي المصابيح والأجهزة الكهربائية الأخرى.

أترككم مع مقطع الفيديو التالي لتتعرفوا على (نور)، وليزيد مستوى إلمامكم بجوانب الحملة التي ستعايشونها طوال فترة صيف هذا العام.


(نور) تتحدث عن مصيرها الذي سيحدده قائد القطيع


السبت، 3 أبريل 2010

حصريا: الشبيبة بشكلها الجديد!


وهاهي جريدة الشبيبة (العدد التجريبي) تحط على طاولتي. وأول ما يلحظه القارئ هو تقلص حجم الجريدة وسهولة مسكها بين اليدين. كما أنني أستطيع أن أؤكد الآن أن الجريدة تأتي ملونة بالكامل، فيما يعكف فريق الإدارة حاليا على مناقشة إصدار قرار الجريدة أيام الجمعة من عدمه.

كما أن من أكثر الأشياء التي تشد أنظار القارئ في الجريدة هو تموضع الشعار على الزاوية اليمنى مع حرية تداخله مع أي عنصر من عناصر التصميم، وكذلك الخط الجديد المستخدم في العناوين.

الجريدة تأتي بشكل أساسي في أربعة أجزاء: الشبيبة، المؤشر، الرياضة، ومزاج. ويعتلي كلا منها أيقونة صغيرة تحمل الحروف: أ، ب، ج، ي. ويبدو أنها رموز مخصصة لكل جزء من الجريدة (مع وضع الملاحق الأسبوعية والشهرية الأخرى في عين الاعتبار).

غير أنه من أبرز ما يمكن ملاحظته كذلك هو غرابة شكل إعلانات الصفحة الكاملة، حيث أنها تبدو مستطيلة على غير ما اعتدناه. إلا أن ما يمكن قوله الآن هو أن الجريدتين ستصدران بمقاسات ومقاييس عالمية (في مجال التصميم والإخراج والطباعة على الأقل).