الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

المرآة المكسورة - ضمن حملة النهوض بالإنتاج الإعلامي العماني

المرآة المكسورة






آه يا مرآتنا المكسورة..

كيف ارتضيتِ عكس تلك الصورة؟

تترنحين وتبعثين الحزن في أرواحنا المقهورة..



آآآآآآآآآه يا مرآتنا المكسورة..

ما هي أجمل بلاد الدنيا؟

أجابت باستحياء: عُــ...ـــمـــ...ـــا....ن...




قد تنكر العين ضوء الشمس من رمدٍ.. قد تنكر!.. قد.. تنكر.. وقد شاحنة غاز وقد باص خبز وقد شاحنة مجاري..



المهم.. لقد عملت خلال أسبوع مضى على جمع معلومات من جهات مختلفة، هذه المعلومات تتعلق بالجزء الذي لم تشاهدوه عبر شاشتنا الفضية التي بدأت تصدأ. هي باختصار مشاهد حية من خلف الكواليس أستعرضها عليكم كما استقبلتها (دون أن أهضمها)، ربما لأنها تسبب عسر الهضم؟ حيث أن معظمها لا يمكن أن يقبلها ضمير من أُوكِل مهمة إظهار هذه البلاد بأفضل صورة ممكنة.

هي ملاحظات قد لا تهتم بجانب السيناريو والقصة وما إلى ذلك، بافتراض أننا قد نتقبل العذر الذي واظبنا على أن نمضغه بين حين وآخر (والذي يقول بعدم وجود كتّاب حقيقيين وما إلى ذلك)، بل ينصب معظمها في جوانب الإنتاج والإخراج والإدارة وغيرها من الأشياء التي لا تظهر عادةً عبر الشاشة.


أولا أنوه بوجود مدون عماني اسمه سعيد السيابي، وقد قام بنشر تدوينتين تناقشان جانبين من جوانب الإنتاج الإعلامي العماني، إحداهما عن الأجور الذهبية في التلفزيون والإذاعة العمانية، والأخرى عن الدعاية وسط العمل الدرامي.


ثانيا، أود أن أفتح شهيتكم لقراءة هذه التدوينة بخبر مخزٍ، فقد لاحظ الكثيرون منا لحية الممثل القدير سالم بهوان (الذي نحترمه جميعا)، واستغرب البعض شكل تلك اللحية وما إذا كان بالإمكان جعل تلك اللحية أقرب ما تكون إلى اللحية الحقيقية. الحكاية تقول أن فريق الإنتاج بطوله وعرضه لم يتمكن من استجلاب لحية من تلك اللحى التي يستخدمها الممثلون والمسرحيون عادة، لذا فقد تصرف الفريق بحكمة وذكاء، وقام بشراء (دبدوب).. نعم.. دبدوب كبير، وقاموا بقص الفرو الذي يكسو الدبدوب وتركيبه على شكل لحية على وجه الفنان الكبير سالم بهوان.



لحظة.. لا تضحكوا كثيرا.. فهنالك المزيد من النكات.. نكات في نقاط..





نكات في نقاط



- السيارات المستخدمة في الإنتاج لم تستخدم كلها للإنتاج! فبينما كان أعضاء فريق الإنتاج يطالبون بسيارات تساعدهم على العمل وجلب أغراض، كانت زوجة أحد العاملين من أفراد الطاقم تستخدم سيارة من تلك السيارات لعدة أيام.


- البنات التي يعرفها ذلك الــ(أحد العاملين من أفراد الطاقم) كانت تطلب سيارات لأن بعضهن قد تعرضن لحادث وسيستغرق تصليح سيارتهن مدة طويلة، وقد أتاح لهن أن يخترن بين سيارات هامر أو كابريس أو غيرها (طبعا يجب أن تكون من الطرازات التي تقدمها OTE الراعي الرئيسي للعمل).

- مساعدة (إحدى العاملات من أفراد الطاقم) هي شغالتها الفلبينية التي ستأخذ (أربابتها) مستحقاتها لاحقا وتقتسمها مع (أحد العاملين من أفراد الطاقم)، وقد يستدعي الأمر أن تطلب تلك الــ(إحدى العاملات من أفراد الطاقم) أن يتم توصيل شغالتها إلى البنك لتصرف الشيك الذي صدر باسم الشغالة حتى تتمكن من أخذ ذلك المبلغ.


- البخل في المصاريف دون أدنى مبرر رغم أن هنالك روايات تشير إلى أن ميزانية العمل تصل حوالي 120 ألف ريال عماني، دون أن أتطرق إلى تفاصيل قد تثير حفيظة البعض.

- الممثلون الوهميون، قوائم بأسماء ممثلين يتم دفع مستحقات لهم دون أن يظهروا أمام الكاميرا، وها هي خيرات النهضة تؤتي أكلها لينعم بها (الجميع).


- مشاكل تدبير مواقع التصوير والمبالغ المتأخرة التي يتم دفعها لأصحاب المواقع.


- وجبات الطعام للطاقم وعدم توفير المال اللازم لذلك لمجرد غياب (أحد العاملين من أفراد الطاقم)، لدرجة أن بعض أفراد الطاقم يضطرون أحيانا إلى الذهاب من القرم إلى السيب لجلب وجبة غداء (بصبر) مع وضع بطاقته الشخصية عند صاحب المطعم كضمان.

- توزيع الأدوار بشكل عشوائي في درايش، وغياب (بروفات الطاولة) التي لها أهمية كبيرة في إعطاء الإحساس وخلق الإنسجام بين ممثلي المشهد. ومن أمثلة التوزيع العشوائي أن (أحد العاملين من أفراد الطاقم) (يحايل) ممثلا ما لأخذ دور معين دون أن يطلع الممثل على النص، وحين يطالب ذلك الممثل بقراءة النص اولا يرد عليه: أحايلك تضرب فلوس وانته ترفض؟


- من أساسيات المشهد في مسلسلاتنا أن يكون المكان نظيفا بالكامل، حتى لو تطلب المشهد بعض المخلفات أو الأشياء المبعثرة هنا وهناك.


- اكتشفت بعد تدوينة (التسويق السوقي في التلفزيون العماني) أن ظهور القمصان والفناجين التي تحمل شعارات مؤسسات وشركات لا تندرج ضمن نطاق الإعلان الضمني، إنما هي (قلة حيلة) وعدم القدرة على جلب قمصان وفناجين عادية، يعني شغل مشي حالك.


- الجدال الدائم بين (جالس واقف) والرقيب (الذي عينه المسؤولون ليكون متواجدا في جميع فترات التصوير)حول المصطلحات التي يتم استخدامها في العمل.

- طريقة عمل (جالس واقف) توحي بأنه جاء يعمل من اجل تقاضي المال فقط دون الاهتمام بجودة العمل


- مشاهد على المزاج، يكون الطاقم مارا بجانب أحد المجمعات التجارية ويقرر المخرج تصوير مشهد ما في محل ما.


- لا تظنوا بأن مشهد وقوع الممثل من على الدراجة النارية كان مقصودا، بل وقع بالصدفة ولكن تم إدخاله فيما بعد ضمن الحلقة، نحمد الله على سلامة الممثل.


- جزء من فنيي الصوت هم من المتقاعدين وقد تم جلبهم بعقود، وهم يفتقرون إلى مواكبة تقنيات الصوت الحديثة، كما ينطبق الامر كذلك على بعض المصورين الذين بدءوا بدورات بسيطة.


- (أحد كبار المسؤولين) يقترح في زيارته لطاقم درايش في الموج بتصوير مشاهد المعاناة التي يمر بها الطاقم وعرضها على الناس (الذين لا يقدرون الجهود المبذولة خلف هذا العمل).


- (أحد كبار المسؤولين) يقول بأنه لا يوجد هنالك ما يسمى بمقص الرقيب، إلا أننا ننتج أعمالا يجب أن تتماشى مع عاداتنا وقيمنا، مع ضرورة استخدام كلمات فصحى (أو معربة) للمصطلحات السائدة بما فيها شبكة المعلومات الدولية بدل الإنترنت، وكعك بدل كيك، ومرحبا أو أهلا بدل ألو، وحافلة بدل باص، وغيرها.


- (جالس واقف) يرد على أحد الكتاب العمانيين: قرأت نصك وهو جميل، لكن يجب أن تأتيني بمشاهد داخلية ولا تتطلب تصويرا خارجيا (لأنه أسهل).

- الحلقة الأولى من مسلسل درايش تعدل 7 مرات.. (بالحروف: سبع مرات) لكي تتواءم مع رؤى المسؤولين، كما أن نفس مؤلف الحلقة والذي اتهم بدفاعه المستميت عن المسلسل في مقاله بجريدة الشبيبة قد قدم تسعة نصوص لتسع حلقات، اكتفى المسؤولون باختيار نصين اثنين فقط وهما الحلقة الأولى (المواطن والمستشفيات)، وحلقة أخرى (الأراضي).


- مخرج حواليس يضع المسؤولين في الأمر الواقع ويخبرهم بأنه متواجد لمدة شهر فقط، لذا أرغم الطاقم على إتمام العمل في فترة قصيرة، وذلك هو السبب في خروج العمل بتلك الجودة المتدنية إخراجيا، ويتجلى ذلك في اللقطات التي تتحرك فيها الكاميرا بطريقة home video والتي يستخدمها المخرجون المصريون لتوفير الجهد وتقليل وقت المونتاج. الغريب في الأمر أن المسؤولين لم يبادروا بجلب مخرج آخر واكتفوا بالإذعان لأوامر الباش مهندس المخرج.


- توجه 4 كتاب ممن قالوا بأنهم يمتلكون حقوق النصوص المستخدمة في مسلسل حواليس إلى الإدعاء العام لرفع شكوى ضد الجهة المعنية، فيما سينشر في صحيفة الزمن غدا رد كاتب مسلسل حواليس على التحقيق المنشور بنفس الصحيفة منذ يومين.




الخاتمة أتركها مفتوحة ليكتبها جميع من يمر على هذه التدوينة..







هناك 4 تعليقات:

  1. في الصميم

    كـان لي حضورٌ هُنـا

    لأرى ما تخطّ سيدي

    فوجدتُ الإبداع

    ولكـن أظنّ أن لا حياةَ لمن تُنـادي

    ودّي

    ردحذف
  2. شكرا لك يا سلطان على المرور..

    تحياتي إليك

    ردحذف
  3. في قعر الوادي وفي حصاة الفلج العميق تصب مقالاتك التي ترتوي من شفاه الرجل الزي يشرب من ماء مسافي او ما تنوف النقي يا ولد يا نقي....
    كيف شي عزومه اليوم؟؟

    ردحذف
  4. الهنائي..

    شكرا على المرور والتعليق..

    والله إذا تجي اليوم نفطر في دارسيت إن شاء الله..

    تفضل عندنا..

    ردحذف