الاثنين، 25 مايو 2009

إفتتاح معرض SAMAX 2009 (سمكس 2009)


اليوم هو يوم ينتظره الكثير من المهتمين بتقنية المعلومات والإتصالات.. إفتتاح معرض كومكس 2009، والذي يروق لي أن أسميه سمكس2009 لكثرة المنادين والدلالين وانتشار ثقافة (اثنين سي دي واحد ريال)...



هذا المعرض الذي تنظمه الشركة العمانية الدولية للتجارة والمعارض OITE سنويا، قد خلق نوعا من (عدم الرضا) داخل أروقة هيئة تقنية المعلومات (رغم أنها الداعم الرئيسي للمعرض)، باعتبار أنه يميل لكونه سوق سمك أكثر من كونه معرضا لتقنية المعلومات والإتصالات، وهذا ما حدا بالهيئة إلى الإتيان بخيمتها (المهيبة) على مدخل المعرض وتنظيم معرض مستقل تحت مسمى (معرض الخدمات الحكومية الإلكترونية) يعمل على نشر الوعي الرقمي وتعريف الناس بمبادرات عمان الرقمية (التي لم يلمسها إلا فئة قليلة جدا) كما أن المعرض المصغر يستضيف الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية لاستعراض عضلاتها في نفس المجال. وتهيء الهيئة بهذه الخطوة إلى تنظيم معرض مستقل تماما وبتوقيت مختلف يهدف في المقام الأول إلى التأكيد على أنها الـــBig Brother في مجال تقنية المعلومات في السلطنة.

إن أكثر ما يثير الإشمئزاز أن يتم الترويج لهكذا فعاليات بطريقة عادية جدا وقديمة ومملة. ويحضرني هنا قول البروفيسور إيفانجيلوس أفندراس رئيس قسم الإتصال التجاري في كلية التجارة والإقتصاد بجامعة السلطان قابوس حيث قال: "كيف يمكنك أن تعلم الناس الإبداع بطريقة عادية؟ يجب أن تكون مبدعا في الأساس". وينطبق نفس القول هنا حيث يتم الإعلان عن فعاليات المعرض بطريقة مستهلكة وكأنه معرض التسوق الإستهلاكي أو معرض (صنع في الصين)، وذلك باستخدام المطبوعات والتصاميم التي لا تمت إلى الإبداع والتكنولوجيا بأي صلة، كما أن القنوات المستخدمة للإعلان لا تعكس ما يجب أن يبرزه المعرض من إبداع وتطور. رغم أن الموضوع العام لمعرض كومكس 2009 هو الإخضرار (أي مراعاة عدم التأثير السلبي على البيئة).

بالضبط نفس الكلام ينطبق على هيئة تقنية المعلومات، والتي دائما ما تفوت على نفسها فرصة الظهور بشكل بارز وملفت للأنظار، وتختار التوجه الحكومي في الإعلان بتصاميم نمطية للغاية وعبارات لا تمت للتطور بأي صلة، حيث تم توزيع مطويات مع الجرائد اليومية هي أقرب لأن تكون مطوية توعوية عن مرض السرطان بلونيها الأحمر والأبيض. كما أن الإعلان الإذاعي للمعرض نفسه أقرب ما يكون إلى إعلانات قطع الكهرباء التي تذاع بين اليوم والآخر.

ربما لا تشفع الأعذار التي تسوقها الهيئة التي ستعلن عن هويتها الجديدة (عمان الرقمية - eOman) قريبا، والتي عملت على تطويرها وكالة Landor العالمية طوال الأشهر القليلة الماضية، فالمسؤولون هناك فضلوا الظهور بتلك الطرق العادية جدا حتى يهيئوا المجتمع للتغير، وهو قرار خاطئ حسب اعتقادي خصوصا وأن الاستراتيجية التي وضعتها الهيئة لإطلاق هويتها الجديدة تعتبر ضعيفة وربما أضعف حتى من حملة إطلاق هوية عمان Brand Oman. ربما هو مكتوب لمشاريعنا الحكومية التسويقية الفشل حتى قبل أن تبدأ. يا سبحان الله!!


خلاص انسدت نفسي عن الكتابة.... وعلى طريقة سالم الحبسي: وسلّم لي على كومكس!


والسلام..

هناك تعليقان (2):

  1. الموضوع اصاب كرش الحقيقة في بعض النقاط لكنة لم يصيب حتى طرف شعرة الحقيقة في نقاط اخرى



    ثقافة (يقولوا ) و ( سمعنا) ما زالت مسيطرة على بعض فئات المجتمع

    وظاهرةالهوس بالكتابة لا لشي بل للاستعراض وتنصيب النفس للنقد ( بعدها منتشرة حبتين)

    نصيحة زور المعرض قبل فوات الأوان

    ردحذف
  2. تحياتي إليك يا صديقي، وقد أفردت موضوعا خاصا للرد على ردك..

    شكرا على الإهتمام..

    ردحذف