لقد كانت إنجازات رمبرانت في مجال النقش على الأقل توازي أهمية الإتقان العظيم في مجال الرسم. ومع مهاراته وشغفه في التجريب، فقد نجح في استغلال كل الإمكانيات التي يتيحها الفن.
وقد بقيت المبادئ الأساسية لهذه التقنيات بنفس الصورة تقريبا منذ عهد رمبرانت، إلا أن بعض المراحل قد شهدت تطورا طفيفا.
في البداية يتم قطع اللوح المعدني بالمقاس المطلوب. وقد استخدم رمبرانت الألواح النحاسية الرفيعة كخيار أفضل.
بعدها تتم تغطية اللوح بخلفية النقش، وهي عبارة عن خليط ناعم من الشمع والصمغ الراتنجي والقار.
بعد ذلك يقوم الرسام برسم الشكل على خلفية النقش باستخدام إبرة النقش، وبذلك يزول جزء من الخلفية ويظهر اللوح المعدني.
وعند الإنتهاء من الرسم، يتم غمس اللوح المعدني داخل سائل حمضي قوي. وبذلك فإن الجزء المغطى بالطبقة العازلة لا يتأثر بالحمض، بينما تتآكل بعض أجزاء اللوح المكشوفة مسبقا نتيجة لعملية الرسم. وكلما طالت مدة الغمس، كلما كانت النقوش أعمق.
بعدها يخرج الرسام اللوح المعدني من السائل الحمضي ويزيل الطبقة العازلة من على اللوح ثم يضع بعض الحبر على اللوح بأكمله ويقوم بغسله ليبقى الحبر داخل الفراغات التي حفرها السائل الحمضي على اللوح.
بعد ذلك يتم وضع ورقة مبللة على الجانب الذي وضع في الحبر من اللوح المعدني، ليتم بعدها طباعة النقوش على الورقة المبللة والتي ستظهر بشكل معكوس.
وتسمى الورقة الأولى الناتجة من الطباعة بالنسخة الأولى، ثم يقوم الرسام ببعض التعديلات على النقش، وتنتج النسخة الثانية، ثم يعدل وتنتج النسخة الثالثة وهكذا. وتتواجد معظم أعمال رمبرانت بنسخ مختلفة.
وعندما كان رمبرانت يضع بعض التعديلات على اللوح المعدني، لم يكن يستخدم إبرة النقش والسائل الحمضي. فقد كان ينحت على اللوح المعدني بإبرة غليظة مباشرة، وقد نتج عن ذلك خطوطا سوداء مخملية بفضل النتوءات غير المتساوية التي تتشكل بمحاذاة الخطوط على سطح اللوح المعدني.
وقد استخدم رمبرانت أيضا المنقاش الذي تأخذ مقدمته شكل حرف
V والتي تقطع خطوطا حادة تضمحل عند البداية والنهاية. وبمزج هذه التقنيات فقد تمكن رمبرانت من عمل تأثيرات وتدرجات مختلفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق