الأحد، 2 أغسطس 2009

كلام X الإعلان



يبدو أن الإعلان في السلطنة قد استعاد أنفاسه، بعد مدة تقارب السنة (منذ بداية الأزمة المالية في سبتمبر 2008) كان قد حبس أنفاسه خلالها. حيث طبقت الشركات مبدأ شد الحزام، وعندما نتحدث عن شد الحزام Cost Cutting فإن أول ما تلجأ إليه مجالس إدارة الشركات هو تقليص الإعلانات والإكتفاء بأنشطة التسويق التي تقل كلفتها (كتوظيف الإنترنت والبيانات الصحفية والعروض الترويجية).




وقد تفنن خبراء التسويق طوال الأشهر القليلة الماضية في ابتكار آليات وقنوات تسويقية فعالة وزهيدة الثمن في نفس الوقت، بدءا من الإعلام الجديد كالشبكات الإجتماعية الإفتراضية والمدونات وحتى المحتوى الإلكتروني في مواقع الشركات. فيما أشار بعض الخبراء إلى أن الأزمة المالية ما هي إلا عودة لنقطة الصفر حيث يتساوى الصغير مع الكبير، وبالتالي فإن من ينفق أكثر في وقت الأزمة هو الرابح الأكبر. وهو بالضبط ما لجأت إليه شركة الطيران الكورية التي قررت إنفاق مبالغ طائلة في حملات إعلانية بهدف الحصول على ريادة صناعة الطيران عالميا في الوقت الذي خفضت شركات الطيران الكبرى ميزانياتها في مجال التسويق.


ورغم عدم تأثر السلطنة بشكل كبير بالأزمة المالية (كونها احتلت المركز الأول عربيا والسادس عشر عالميا في القدرة على مواجهة تحديات الأزمة المالية)، إلا أن الشركات فضلت أن تضع نفسها في منأى عن ما قد يترتب من تبعات جراء الأزمة بطرق مباشرة وغير مباشرة. لذا فقد تأثرت صناعة الإعلان بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية حيث غابت إعلانات الصفحة الكاملة في الصحف (إلا ما ندر) وركزت الشركات على البيانات الصحفية ومساحات الإعلان الصغيرة وإعلانات الأبيض والأسود، واللون الواحد واللونين.


لكن ولقرب شهر رمضان، فقد امتلكت شركات السيارات الشجاعة الكافية لأن تعيد إطلاق إعلانات الصفحة الكاملة بدءاً من الأسبوع الماضي، حيث بدأت نيسان عرضها الترويجي ومن ثم تويوتا واليوم تبعتها شركات كيا وهيونداي ومازدا، جميعها أطلقت حملاتها الترويجية في إعلانات الصفحة الكاملة. في نفس الوقت الذي لا زالت شركات الإتصالات مترددة ومكتفية بالإعلانات صغيرة الحجم، فيما تركزت إعلانات البنوك على سحوبات حسابات التوفير لتشجيع زبائنها على إيداع المزيد من الأموال لديها للإحتفاظ بالسيولة التي من شأنها مساعدتها على مواجهة الأزمة.


وعموما فإن التوقعات تشير إلى أن ميزانيات التسويق للعام القادم 2010 ستشهد تحسناً ملموساً لا سيما وأنه بات من الواضح أن السلطنة في منأى عن ما يمكن أن تتسبب به الأزمة من مشاكل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق